بغداد/دنانير/.. على الرغم من التطمينات التي تطلقها الحكومة العراقية والبنك المركزي حول الازمة الاقتصادية المحدقة بالبلد نتيجة انخفاض اسعار النفط، الا ان المخاوف بشأن تدهور العملية المحلية لا زالت مستمرة بعد الاقبال الشديد من قبل المواطنين واصحاب رؤوس الاموال على شراء الدولار وتكنيزه في بيوتهم، بدلا من المصارف.

ويرى عدد من الخبراء والمختصين في الشأن المالي والمصرفي ان هذه العملية ستربك الوضع الاقتصادي في البلد باعتبار ان العرض سيقل بالنسبة للدولار مع زيادة الطلب عليه وبالتالي سيؤدي الى ارتفاع سعره وبشكل كبير وهذا ما سيؤدي الى تدهور العملية الوطنية.

ويقول الخبير المصرفي عبد المحسن علي، ان هناك اقبالا كبيرا على شراء الدولار سواء كان من قبل المواطنين او التجار واصحاب رؤوس الاموال مما دفع البنك المركزي الى بيع كميات اكبر في مزاده لتحقيق التوازن في العرض والطلب في السوق، لكن هذه العملية ربما تكون معالجات وقتية وفي حال استمرارها ستضر بالاقتصاد بكل تاكيد، من ناحية تراجع الاحتياط النقدي وانخفاض سعر صرف الدينار.

واضاف علي لوكالة /دنانير/ ان هذا الاقبال ياتي لعدة اسباب منها وضع البلد غير المستقر امنيا وسياسيا وتصريحات بعض المسؤولين بشأن الازمة المالية وكثرة الحديث عن عدم تمكن الحكومة من تسديد الرواتب والتي قد تؤدي الى افلاس البلد هذه كلها خلقت نوعا من الخوف لدى المواطنين بعدم الاحتفاظ بالدينار وتبديله بعملة الدولار، بالاضافة الى ان بعض المواطنين واصحاب الاموال يفضلون الدولار عن الدينار لسهولة نقلها والاحتفاظ بها لكون الكتلة النقدية ستكون اقل، وهذا ما كنا نؤكد عليه سابقا بضرورة العملة بمشروع حذف الاصفار الثلاث من العملة الذي بامكانه ان يحل الكثير من المشاكل.

واشار الى ان استمرار سحب الدولار من السوق سيؤدي الى مشاكل اقتصادية كبيرة من ناحية ارتفاع سعره وبمستويات كبيرة وبالمقابل سيؤدي الى انخفاض سعر صرف الدينار وبشكل كبير وهذا يعني تدهور العملة الوطنية وقلة قيمتها.

ودعا الخبير المصرفي الحكومة والبنك المركزي الى اطلاق برامج توعية وتطمينات للمواطنين وحثهم على توديع اموالهم في المصارف بدلا من تحويلها الى الدولار وهذا سيرد بالفائدة للمواطن وللبلد بشكل عام.

وشهد سعر صرف الدولار الامريكي في الاونة الاخيرة ارتفاعا كبيرا امام الدينار العراقي حتى وصل الى اكثر من 131000 دينار لكل 100 دولار، الا ان بعد الاجراءات المتخذة من قبل البنك المركزي ببيع كميات اكبر من الدولار في مزاده ادى الى تحقيق جزء من التوازن بمبدا العرض والطلب في السوق حتى وصل سعر الدولار الى 126000 الف دينار لكل 100 دولار.انتهى/8/